أنهى نادي الهلال السعودي الجدل الدائر حول مستقبل نجم وسطه البرتغالي روبن نيفيز، بعد سلسلة طويلة من المفاوضات التي شغلت الشارع الرياضي خلال الأسابيع الماضية.
فقد أكدت تقارير صحفية أن الإدارة الهلالية نجحت في التوصل إلى اتفاق نهائي مع نيفيز لتجديد عقده حتى صيف 2028، لتقطع الطريق أمام الأندية الأوروبية التي كانت تترقب الموقف على أمل استعادته للقارة العجوز.
نجم لا يُمسّ
منذ وصوله إلى الرياض صيف عام 2023 قادمًا من وولفرهامبتون الإنجليزي مقابل 55 مليون يورو، أثبت نيفيز أنه أحد الركائز الفنية الثابتة في منظومة الزعيم.
الهلال تمسّك ببقاء نجومه الأساسيين، حيث سبقت الإدارة هذه الخطوة بتجديد عقدي سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش وياسين بونو، في رسالة واضحة مفادها أن “المشروع الأزرق” يسير بخطة استقرار طويلة المدى تهدف إلى الهيمنة على كل البطولات محليًا وقاريًا.
وبحسب صحيفة “الرياضية” السعودية، فقد أنهت الإدارة الاتفاق مع نيفيز على جميع البنود المالية، على أن يتم الإعلان الرسمي خلال أيام، بعدما تم حسم الملف قبل دخوله الفترة الحرة في يناير المقبل.
أرقام تتحدث عن نفسها
منذ انضمامه، خاض روبن نيفيز أكثر من 100 مباراة مع الهلال في مختلف المسابقات، سجّل خلالها 12 هدفًا وقدم 25 تمريرة حاسمة، وساهم في حصد 4 بطولات محلية: الدوري السعودي، كأس الملك، وكأس السوبر مرتين.
وفي الموسم الحالي وحده، شارك البرتغالي في 18 مباراة أحرز خلالها 4 أهداف وصنع 3 أخرى، كما كان جزءًا من إنجاز الفريق في كأس العالم للأندية بالوصول إلى ربع النهائي، حيث أثبت أنه لاعب خبرة واتزان داخل الميدان.
العقل المفكر في منظومة إنزاجي
منذ تولّي سيموني إنزاجي دفة القيادة الفنية، كان واضحًا أن المدرب الإيطالي يرى في نيفيز أكثر من مجرد لاعب وسط.
بالنسبة لإنزاجي، نيفيز هو “العقل المدبّر” لوسط الهلال، اللاعب الذي يربط بين صلابة الدفاع وإبداع الهجوم، ويمنح الفريق التوازن المطلوب في لحظات الضغط.
أسلوب إنزاجي القائم على الانضباط التكتيكي والتحول السريع من الدفاع إلى الهجوم يحتاج لاعبًا يقرأ الملعب بذكاء ويمتلك الهدوء تحت الضغط، وهي صفات تتوافر في نيفيز بدرجة نادرة.
فهو يمنح مدربه مرونة تكتيكية عالية، سواء لعب كمحور ارتكاز صريح أو كصانع لعب متأخر، كما يجيد تمريراته الطويلة التي تحوّل اتجاه اللعب في لحظة وتخلق فرصًا من العدم.
مرحلة جديدة من التحدي
تجديد عقد نيفيز لا يمثل مجرد خطوة إدارية، بل إعلان بداية مرحلة جديدة أكثر صعوبة في مسيرته مع الهلال.
ففي نادٍ بحجم الزعيم، الموهبة وحدها لا تكفي، إذ يُطلب من كل لاعب أن يحافظ على أعلى المستويات الفنية والبدنية في ظل زخم المباريات وتعدد البطولات.
البرتغالي صاحب الـ28 عامًا سيكون أمام 3 تحديات رئيسية:
- الثبات الفني والبدني طوال الموسم، رغم ضغط المباريات.
- المنافسة الداخلية الشرسة مع نجوم الوسط مثل سافيتش، ما يتطلّب استمرار الأداء العالي للحفاظ على مركزه الأساسي.
- التطلعات الجماهيرية والإعلامية، إذ إن جماهير الهلال لا تقبل إلا بالصدارة، وتُقيّم اللاعبين وفق الأداء والإنجاز لا الأسماء.
- تطلعات نحو العالمية
يدرك نيفيز أن تألقه مع الهلال في كأس العالم للأندية المقبلة سيكون بمثابة بوابة جديدة نحو الأضواء الأوروبية وربما عودة أقوى للقارة العجوز.
لكنه في الوقت ذاته يعلم أن المجد الآسيوي مع الهلال قادر على منحه مكانة لا تقل أهمية عن أي تجربة أوروبية، خاصة وأن الدوري السعودي بات محط أنظار العالم.
لذا فإن الموسمين المقبلين سيكونان اختبارًا حقيقيًا لطموحه واحترافيته، بين الوفاء لمشروع الهلال والاستمرار في قيادة خط الوسط الأزرق نحو المزيد من الألقاب، وبين إثبات أنه لا يزال من أفضل لاعبي الارتكاز في القارة الآسيوية وربما في العالم.
